ساقني القلم - ونحن نستقبل سيد الشهور- لأكتب رسالة على لسان أحد الفقراء :
( رمضان .... لك الله يا رمضان ما أروعك .... لك الله ما أكرمك ... لك الله ما أطيب نفحاتك
ولكن ... لكن ... لست أدري يا رمضان بأي وجه أستقبلك ، أنا خَجِل منك كثيراً يا رمضان
كنت أودّ أن أستقبلك والبِشر والفرح يعلو مُحيّاي ، لكنه الهمّ يا رمضان ، وعذرا أيها القادم الحبيب فأنا مضطر لئن أبوح لك بما في صدري لأنك أنت الوحيد الذي يدخل البيوت ويكتشف أسرارها ويستر أخبارها
أجل يا رمضان ، الهمّ... وأي همّ أكبر من أن أرى أطفالي يصومون ويجوعون ويعطشون ثم إذا حلّ موعد الإفطار إذا بصومهم وفطرهم سواء، اللهم إلا ما قد تجود به أيدي المحسنين.
أي همّ أكبر يا رمضان من أن أرى الناس يتخيرون ما يشترون لأهليهم ما بين لحم وخضار وفاكهة وأنا أتساءل هل بقي عندنا شيء مما أفطرنا عليه بالأمس؟؟
أيّ هم يا رمضان أكبر من أن يستأذن ولدي زملائه حتى لا يُحرج بالسؤال الذي اعتاد الصغار عليه في المدارس : على ماذا أفطرتم أمس؟؟
إني لأتساءل يا رمضان : هل صيام الأغنياء يختلف عن صيام الفقراء ؟ أم أن الفقر عار يُجازى عليه الفقير بالحرمان من أي هبة أو صدقة ؟
أنا ما عادت الأشياء لها عندي أيّ قيمة يا رمضان لأنني رضعت الجوع حتى شبعت – ولله الحمد – وفُطمت على شظف العيش
لكن القيمة كل القيمة لدى الصغار الذين لا يفهمون إلا لغة: ( هات ،بدنا ، جيبلنا ، ما ظلش ... ) الخ من مفردات الطلب في قاموس الصغار
إن كان لي عندك رجاء فرجائي أن توصل للأغنياء رسالة باسمي وباسم إخواني الفقراء أقول فيها : أيها الأغنياء ... أيها الموسرون : إنّ ما يُلقى من مخلفات الطعام والشراب وراءكم في القمامة ، بطوننا أولى به
وعلى كل حال ... فأنا شخصيا مسرور بقدومك أيها الضيف الكريم لأنني آمل بالصبر والاحتساب أن أنال بركتك وثوابك ، فأهلا وسهلا بك في بيتك القـفر ، وبين أهلك الجوعى ، فلقد تعودنا عليك دائما في شعبان وشوال ومحرم ، لكن بدون أعياد )
أيها الأخ الحبيب أيتها الأخت الفاضلة : ماذا أعددت لأسئلة هذا الفقير من إجابات بين يدي الله ؟؟؟ اسأل نفسك وأجبها بنفسك__________________
السعيد من عاش لغيره